لقاء الجمعة نقلا عن (الوطن )

غابة شيكان تحكي الشجاعة وهكس ما زال في الهجير
شجرة البروجي تؤكد حنكة المهدي في التكتيك الحربي
متحف شيكان مغلق للصيانة أربع سنوات
شيكان: واصلة
عقب ختام الدورة التدريبية للفريق القومي للإستجابة للكوارث التي نظمتها إدارة الطواريء بجمعية الهلال الأحمر السوداني والتي كان مقرها فرع الجمعية بولاية شمال كردفان، وبعد حضور متصل لمقررات الدورة العلمية والنظرية كان لابد للمحارب ان يستريح وأن تضع رحال التسفار لحظة، فاختار المنظمون موقعاً يعد إضافة حقيقية لمنظومة التاريخ السوداني الأصيل، حيث تجسدت فيه كل المعاني والقيم السمحة والخصال الطاهرة لشعب رفض الركوع والانحناء لظلم أحال صباحه ظلمات حالكات في وطن يحمل كل الجسارة والبطولات، فكان الاختيار موقع «معركة شيكان» التي دارت رحاها بين الكبرياء السوداني بقيادة الإمام المهدي والصلف الباغي البريطاني بقيادة هكس باشا.
* الطريق إلى شيكان:
إمتلأت بواطني واحاسيسي بمشاعر متفاوتة بين الفخر والخوف وأنا أسير في مقدمة الركب المشاركين في الدورة التدريبية للفريق القومي للاستجابة والاستعداد للكوارث بجمعية الهلال الأحمر وهم في ختام أيامهم بـ«الغره أم خيراً جوه وبره.. كردفان»، في برنامجهم المفتوح إلى موقعة شيكان والتي تم فيها محاصرة جيوش القائد المستغل لخيرات المليون ميل مربع «هكس باشا واغتياله داخل أحراش غابات شيكان».
الطريق كان وعراً من عروس الرمال إلى غابة شيكان وكلما اقتربت المسافة تنسم الوفد عبق التاريخ الأصيل ومشاهد المعركة تبين للناظرين جلية ومعالم الفخر والخيلاء ترتسم على محياهم بهذا النصر العظيم.
* شجرة البروجي
تبلدية ضخمة رغم السنوات الطوال التي مرت على إقامته وشهادتها لتلك المعركة التي قُبر فيها هكس باشا حتى صار مضرب مثل في الغباء فيقال للغبي الذي لايحسن التصرف «ود الهكس باشا» وتلك الشجرة التي صعد عليها المراقب أو البروجي كما يسمى وهو الذي يستكشف الطريق للقائد هكس باشا وهو ثاقب النظر إلا ان الخطة التكتيكية للإمام المهدي جعلت جموع جيشه تأتي من كل الإتجاهات حتى جعلت بروجي هكس باشا يلتف حول نفسه وهو يقول جيش المهدي يأتي من الشرق، لا من الغرب، لا من الجنوب لا من..؟ حتى ظل يدور حول نفسه وهو لا يعلم أي إتجاه يحدد لحضور جيوش المهدي..!.
* غابة شيكان
الغابة التاريخية لم يبق من معلمها غير ثلاث شجرات فقط وتبلدية البروجي إحداهن.. ولا شيء يذكرك بمعنى غابة حين تتبادر الكلمة إلى الذهن لا أثر يدل على أنها معلم تاريخي غير تلك البوابة ذات القوائم الحجرية لتدخل الداخل عبر البوابة فقط أن هذه هي شيكان التي أفل فيها نجم هكس باشا ونيازي باشا.
* بين نيازي وهكس
في الطريق بين الموقعين اللذين قتل فيهما هكس ونيازي، ولم يبق غير نصبين تذكاريين يدلان على الغباء وان الأيام دول تداولها بين الناس وأن الدراويش أصحاب المراقيع الغرقانين قد بددوا شمس الاستعمار والطاغوت الا أن معالم الكلمات لم تظهر على هذين النصبين لمن يكونا؟ غير أن رجل من أهل المنطقة كان مرشداً لتلك الرحلة التي جعلتنا نفخر بهؤلاء الأبطال..؟.
* مشاهد واقعية
افتقرت الغابة وموقع المعركة إلى دليل أو معالم ارشادية للقادمين والوافدين ولا يوجد ما تستبين به في زيارتك ولكن اسعفنا الحظ ونحن في بحثنا عن الطريق إلى شيكان برجل من أهل المنطقة فكان مرشداً لنا رغم عدم معرفته الكافية بأحداث المعركة.. فهل يعقل أن يجد كل زائر مرشداً؟ أين أنتم يا وزارة السياحة؟..
* متحف شيكان
«مغلق للصيانة» كلمة تقال منذ أربع سنوات ولا أحد يعلم هل اصاب الإرث التاريخي شيئاً من الآفات؟ أما هل محى الغبار آثار التاريخ؟ ترى من يجيب عن هذا السؤال؟